كيفية التجارة مع الله
التجارة مع الله هي العلاقة التي تنشأ بين العبد وربه عن طريق فعل الأوامر وترك النواهي بهدف التقرب الى الله سبحانه وتعالى, وعليه فأن التجارة مع الله في القرآن الكريم ذكرت في عدة مواضع منها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) ومن هذا المنطلق فأن التجارة مع الله لا تبور أي أنه التجارة في الدنيا يوجد فيها ربح وخسارة الا مع الله سبحانه وتعالى هي تجارة دائماً مربحة والجدير بالذكر ان التجارة مع الله بالصدقة هي من افضل أنواع التجارة حيث ان الله وعد عباده في قوله تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا).
التجارة مع الله
في الدنيا مفهوم التجارة يقوم على أساس الربح والخسارة الا ان في مفهوم التجارة مع الله يختلف كثيراً فهي تجارة ناجحة لا تبور وسنناقش في مقالنا هذا عدة حالات للتجارة مع الله.
اولاً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها، أو موبقها
وممكن ان نضع هذا الحديث تحت موضوع التجارة مع الله حيث ان كل شخصاً مسؤولاً عن نفسه اما يعتقها من النار او يهلكها واستناداً الى ما سبق فأن الانسان يهلك نفسه بالمعاصي والذنوب حتى يصل الى نار جهنم اما يعتقها عن طريق الأفعال الصالحة والاعمال الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى بهدف الوصول الى الجنة.
ثانياً: الانسان المؤمن الذي يريد الوصول الى الجنة يمكن ان يتاجر مع الله بنفسه: عن طريق الالتزام بطريق الصراط المستقيم فعل الأوامر واجتناب النواهي الذي حذرنا منها الله, او بماله: في سبيل انفاق ماله في الصدقات والزكاة ومساعدة الفقراء.
ثالثاً: الجهاد في سبيل الله حيث هنا المؤمن يتاجر مع الله بنفسه وبروحه فداءاً لله وسبحانه وتعالى عن طريق محاربة الكفار او الدفاع عن دين الله.
رابعاً: التجارة مع الله في القرآن الكريم حيث ذكرت عدة آيات توضح أهمية التجارة ومنها سورة الصف الآيات 10-11: الايمان بالله عز وجل وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث ان الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم الايمان بالله وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت عنوان تجارة تنجي من النار.
خامسا: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) ذكر الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة ان الذين يقرأون القران الكريم ويقيمون الصلوات في اوقاتها وانفقوا مما رزقهم الله بالسر وبالعلن بهدف مرضاة الله فأن هؤلاء المؤمنين يتاجرون مع الله تجارة لن تبور ولا ولن تكسد وسينالون رضا الله ونعيم الجنة.
سادساً: قال الله سبحانه وتعالى: ( ان المصدقين والمصدقات واقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم اجر كريم) أي ان من يتاجر مع الله بماله فكأنه اقرض الله سبحانه وتعالى قرض بسيطة والله ضاعفه له ومن هذا المنطلق التجارة مع الله رابحة.
قد يهمك: تفسير رؤية حلم الدعاء على شخص بحسبي الله ونعم الوكيل
انواع التجارة مع الله
الحقيقي | المجازي |
التجارة مع الله بتلاوة القران الكريم واقامة الصلاة واداء الزكاء والانفاق في سبيل الله بالمال اولاً والنفس ثانياً وثمن هذه التجارة هي الجنة فهي تجارة مع الله رابحة. | التجارة في الدنيا والاخرة بوقت واحد بمعنى ان يكون التاجر يخاف الله ويتحرى الحلال ويبتعد عن الحرام. |
قصص من السنة النبوية عن التجارة مع الله:
أهم القصص التي تؤكد على التجارة مع الله هي قصة عثمان بن عفان رضي الله عنه،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جهز جيش العسرة فله الجنة)، ومن ثم قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجهيز حوالي ثلاثمائة بعير، وألف دينار، ومن ثم قال الله الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم) .
مما لاشك فيه ان الرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أهمية التجارة مع الله حيث انه وعد عثمان بن عفان في الجنة بالإضافة ان انه وضح لنا ان التجارة مع الله بمثابة درع تحمي العبد من المعاصي والذنوب خلاصة القول ان التجارة مع الله رابحة حيث ان العبد دائماً رابح اما حسنات او رضا الله سبحانه وتعالى او الجنة.
شروط التجارة مع الله
هناك العديد من الشروط لتكون التجارة مع الله رابحة سنذكرها في مقالنا:
- لابد ان تكون الاعمال التي يعملها المؤمن صادقة وخالصة من القلب وتكون النية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وليس بهدف التفاخر او الرياء.
- الاعمال المالية مثل الصدقات والزكاة ومساعدة الفقراء يجب ان تكون من مال حلال طاهر فلا يجوز ابداً التجارة مع الله بمال حرام.
- ان يرجو المؤمن من تجارته مع الله رضا الله سبحانه وتعالى وغفران لذنبه وتفريجاً لكربته والجنة.
- من الأفضل ان تكون اعمال المؤمن الصالحة في الخفاء حيث تكون بينه وبين ربه فقط حتى تسمى تحت بند التجارة مع الله فلا يجوز ابداً ان يعمل عمل صالح ويتفاخر به امام الناس فهذا الفعل يندرج تحت الرياء.
أقرأ أيضا”: تفسير قول لا إله إلا الله في المنام بصوت عالي للرجل
وفي النهاية لابد من التأكيد على أهمية التجارة مع الله اذ انها عاقبتها السعادة الدائمة وتحقيق رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بالجنات النعيم والنجاة من سخط الله سبحانه وتعالى, فهي تجارة رابحة دائماً وتجدر الاشارة الا ان من اطاع الله واجتنب معاصيه فقد ربحت تجارته مع رب العالمين وان كان لا يملك بضاعة فهو يملك النية والقلب السليم الذي يذهب به الى الله فقد قال لقمان لابنه يوصيه: يا بني اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الارباح من غير بضاعة.
كيف اتاجر مع الله؟
ان يحافظ المسلم على ما أمره الله سبحانه في كتابه الكريم بالالتزام به وان يبتعد عن كل ما نهاه الله سبحانه وتعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عنه والاكثار من التسبيح والذكر والنوافل وفعل الخير بنية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فهذه تجارة لن تبور ولن تخسر بأي حال من الأحوال فهي دائماً تعود بالربح على صاحبها والمنفعة وبرضا الله سبحانه وتعالى والفوز بالجنة.
كيف اتاجر مع الله بالمال؟
التجارة مع الله دائماً مربحة وتكون بالأعمال الصالحة مثل قراءة القرآن والصلاة في وقتها وعدم التهاون او التكاسل بالإضافة الى احب الاعمال الى الله هي الصدقة ومساعدة الفقراء والمحتاجين والالتزام بالقرآن الكريم في كل مواقف حياتنا واتباع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن اكل المال الحرام والذنوب والمعاصي بسائر اشكالها.